الشامُ دارٌ عِزُّها لا يُجهلُ
والسيفُ فيها خالدٌ مسلولْ
راياتُ حقٍّ رُسِّخَتْ في ساحها
والدهرُ خيرُ شاهدٍ معقولْ
والمجد فيها هبهبت أفلاكُـــــهُ
والذَّوْدُ عنه دائماً مقبولْ
والخير قد قُصَّتْ لنا أخباره
في هَدْيِ خيرِ خلقنا المشمولْ
والعلم صرحٌ شاهِقٌ قد إعتلى
واليُمنُ فيهِ دائماً مأمولْ
والبيضُ في أيدي ميامين الوغى
حمراءُ يُردي صَلْتُها المَجْلولْ
قدْ سَطَّرَ العِزُّ على حبِّ الثرى
تاريخهُ الزاهي وفي المَجمولْ
في غُرَّة الأمصار في هذا الورى
إركبْ سنامَ المجدِ والمفضولْ
في دارِ سامٍ شامنا قد أزهرتْ
بل فاح عبقُ طيبها المجبولْ
من جًلُّقِ التاريخِ أنقى مَشْرَبٍ
يَسْتَفُّ ترياقَ الشِّفا المعلولْ
فيحاءُ دارٌ خِصْبةٌ في خيرها
قد أنْعَمَ اللهُ على المأهولْ
قد كُللت بالعِزِّ والطيبِ كما
بالسؤدد زنارها مشكولْ
إذ حَصَّن الإسلامُ مهداً طاهراً
كي ينبري الفرسانُ للمجهولْ
منها إلى الآفاقِ مع نورِ الهُدى
مع بيرقِ الإيمانِ للمضلولْ
كم إدَّةٍ حَلَّتْ على أعْدائِها
فلتسأَلَ الثوَّارَ والمَتْبولْ
كم حائفٍ بالسيفِ لاقى حتفه
ما بين مدحورٍ على مقتولْ
ولتسأل الرومان عن يرموكها
عن خالدِ المِقدام والمبذولْ
تُنبيكَ إجنادين عن أحرارهـــا
أو مقدسُ الإسلام بالمنكولْ
عن سهلِ حورانٍ إلى شهبائها
حتى ترى المعزوزَ والمخذولْ
كيف دِمَشقٌ إنْضَوَت تحتَ الهُدى
بعد هِرَقْلِ الروم والمَذْلولْ
والأَزْورُ الصَّمصامُ حول خالدٍ
والصارِمُ في السَّاعِدِ المجْدولْ
هذي خدورُ الأُسْدِ حتى خولةٌ
من خِدْرِها لم ترتضي المكلولْ
لاقت أمينَ الأمَّةِ في أُبهَةٍ
كالفارس المغوارِ كالمذهولْ
والروم ما بين ذليلٍ صاغرٍ
والعزم مع أهل الهُدى محمولْ
والعِزُّ مَرْواني بأرضِ بورِكَتْ
والفخرُ فيه راسخٌ منقولْ
حتى دِمَشقِيَّ الهوى في عِزِّهِ
يرجو بأن يغدو لهم منسولْ
واذكرْ بني حمدان في هيجائها
في سيفها مع سعدها المسؤولْ
من ناضلوا الأعداء مع بيزنطة
والعلمَ والآدابَ والمعقولْ
واذكر بني العبَّاسِ فيها إذ بنو
في الشام أركاناً على المنزولْ
مع إبنَ عُثمانٍ وعهدَ الفاطمي
مع دولة الإخشيد لا المفسولْ
أما صلاحُ الدين مع زِنْكِيِّها
باد العُداةَ صلتُهُ المصقولْ
ركبُ الصِّعاب ديدنُ أبطالها
عبر الزمان أمره مفعولْ